لقد أحسن الاختيار من وضع هذا المسمى للموقع (((( Canary Planet )))) كوكب الكناري .
فعلا ، فإن الكناري بدأ بغزو هذا الكوكب منذ ما لا يقل عن 600 سنة على الأقل ، حيث لم يكن يتواجد إلا في جزر صغيرة من المحيط الأطلسي ، تدعى اليوم جزر الكناري ، ليس نسبة إلى طيور الكناري التي تواجدت عليها ولكن نسبة إلى نوع من الكلاب ، أجلكم الله عاش على هذه الجزر منذ قرون .
وهانحن اليوم نرى الكناري قد قطع شوطا كبيرا في غزو هذا الكوكب ليحق لنا أن نطلق عليه كوكب الكناري أو (((( Canary Planet ))))
بدأت مسيرة غزو طائر الكناري لكوكب الأرض في القرن الخامس عشر عندما عثر عليه بعض البحارة من الأسبان والبرتغال على تلك الجزر الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة السواحل المغربية ، حيث شدهم إليه بصوته العذب وتغريده الذي لم يسمعوا له مثيل بين الطيور الأوروبية . ولم يكن لطائر الكناري في تلك الأيام من الألوان ما نعرفه اليوم حيث انحصرت ألوانه في خليط من اللون الأخضر والرمادي والأسود والأصفر ، ولم يكن كذلك ذو أحجام وأشكال متنوعة كالتي نعرفها اليوم من أنواع الكناري المختلفة .

جمع البحارة الأوروبيون أعدادا كبيرة من طيور الكناري وحملوها معهم عائدين إلى أوروبا ، حيث بدأت الرحلة من جزر الكناري باتجاه الشمال الشرقي مرورا بأسبانيا ومنها عبر البحر مرة أخرى إلى إيطاليا انتهاء بجبال الهارز الألمانية . وهاهو طائر الكناري يغزو كوكبنا اليوم لنراه في كل بقعة من بقاع الأرض ، ليصبح (((( كوكب الكناري )))) (((( Canary Planet )))) لقد غزونا بيته الصغير ، فغزا كوكبنا الكبير .

لقد كان الهدف الأساسي من أسر هذا الطائر ونقله إلى الديار الأوروبية ، هو الاستمتاع بصوت تغريده الشجي بالإضافة إلى إهدائه إلى علية القوم من الملوك والرؤساء وكذلك إلى الزوجات و الحبيبات .
ومع مرور السنوات قرر بعض المربين تطوير هذا الطائر للحصول على سلالات اختلفت اختلافا كليا عن الطائر الأصلي ، لاسيما من ناحية اللون و الشكل و كذلك من ناحية التغريد ،
حيث قام الألمان في بادئ الأمر بتهجينه مع الطيور المغردة المحلية ، فأنتجوا كناري الرولر ، تبعهم البلجيكيون بتهجينه مع طائر العندليب ليحصلوا على كناري الووتر سلاجر ومن ثم قام الأسبان بإنتاج كناري التيمبرادو .
وقد تخلل هذه الفترة إنتاج أنواع جديدة أخرى من كناري الشكل المعروفة اليوم .
أما بالنسبة للألوان ، فقد أدخل اللون الأحمر إلى ألوان الكناري وذلك بتهجينه مع طائر السيسكن الأحمر ذو الرأس الأسود وهو من طيور القارة الأمريكية الجنوبية ، مما أدي إلى تغيير كبير في ألوان الكناري واستحداث ألوان لم يكن ليحلم بها المربون الأوائل .
وقد بدا الإنسان بتنظيم مسابقات ومعارض لهواة ومربي طيور الكناري في منتصف القرن العشرين ، حيث تأسس الإتحاد الدولي لمربي الكناري ( .C.I.C ) في هولندا عام 1952 والذي ما لبث ان اندمج مع الجمعية العالمية للطيور ( .A.O.I ) لينتج عن ذلك تأسيس الإتحاد العالمي لعلم الطيور ( WORLD ORNITHOLOGICAL CONFIDERATION ( C.O.M عام 1956 ميلادي ، والذي لازال قائما حتى يومنا هذا ليرعى كل ما يتعلق بالطيور عامة و بالكناري خاصة .
وقد قسم الإتحاد العالمي لعلم الطيور الكناري إلى ثلاثة أقسام ، كناري الصوت و كناري الشكل وكناري اللون ، و يشتمل كل قسم من الأقسام الثلاثة على أنواع مصنفة حسب معايير وضعها الإتحاد ولا يقبل دخول المسابقات والمعارض التي يرعاها الإتحاد طيور لا تلبي تلك المعايير

بقلم رئيس النادي الكويتي للكناري
أ . أحمـــد الكنـــدري